والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية .. أخي الفاضل / أختي الفاضلة أقرأوا القصة ومن ثم أبدوا رأيكم بالموقف
خالد و عادل جمعتهما مقاعد الدراسة في الصغر ، تطورت العلاقة بينهما إلى الصداقة
والأخوة الصادقة ، يقتسمان المقعد واللقمة وحتى سجادة الصلاة ، يؤثر كل واحد
منهما الآخر على نفسه ، ويعتبره أغلى من عيونه .. ويعرف من خلال قراءة
ملامحه ما يدور بنفسه من فرح أو حزن .. ويعينه على أمر دينه .. يوجهه للصواب
إن أخطأ .. ويشد على ساعديه إن أصاب ونجح .. صداقة بالوفاء والمودة تلتقي
فيها أرواحهما ..
يكبر الشابان ويسلك كل واحد منهما طريق الدراسة الجامعية .. خالد قرر السفر
إلى خارج البلدة لكي يكمل دراسته .. ويبقى عادل في بلده ويكمل دراسته في
الجامعة التي تقع في نفس المنطقة التي يعيش بها .. تمر الأيام والسنوات التي تبعد
خالد عن عادل .. وينشغل كل واحد منهم بأمور الدراسة والحياة والعمل ..
وينقطع الاتصال بينهما حتى كاد ينقطع .. خالد اكمل دراسته العليا وأصبح
يحمل شهادة الدكتوراه أما عادل فبعد أن انتهى من دراسته الجامعية اكتفى بالعمل
في وظيفة مكتبية ..
وبعد مضي كل تلك السنوات .. وفي أحد الأيام يقرر عادل للخروج مع أسرته
المكونة من زوجته وابنه ماهر في العاشرة من عمره وابنته مرام في السابعة من
عمرها .. وأثناء تجواله في إحدى المراكز التجارية .. يرى عادل صبي في نفس
عمر ابنه ماهر .. ملامح ذاك الصبي استوقفت عادل كثير وعادت به إلى الوراء
لترتسم في ذهنه صورة صديقه خالد .. يقترب عادل من الصبي ويدنو منه
ليسأله : ما اسمك ؟! يجيب : اسمي هاني !! .. ويأتي صوت رجل من إحدى
الزوايا ينادي هاني هاني أين أنت لقد تأخرنا ؟!! .. ليجيب هاني : حاضر يا أبي إني
قادم ..
يرفع عادل ناظره لكي يرى من ذاك الذي ينادي هاني !! .. يشخص ناظره
وتغرورق عينيه بالدمع .. إنه خالد صديق الصغر .. ولكن المفاجأة تقع على
عادل كالصخر .. لأن خالد عندما رأى عادل لم يلقي بالا ..!! وأخذ هاني
ورحل .. دون أن يكلم عادل ..
أفكار كثيرة أخذت تدور برأس عادل .. أيعقل أن يكون خالد نسي من كان صديقه ؟! ..
***
قد يتعرض الواحد منا لموقف يحاكي الموقف الذي تعرض له عادل .
في بداية الموقف .. ماذا يدور في ذهنك بعد انتهاء الموقف ؟!
لو كنت في وضع عادل .. كيف تتصرف حينها ؟!
هل سوف تبادر أنت بالتحية تذكر ذلك الشخص بنفسك ؟! ..
أم تبقى حاملا الحزن على نسيان طيب العشرة التي كانت تجمعكما ؟!