خاطرة(هل حقا أحبك؟)

مرحبا شباب اتمنى تعجبكم خاطرتي هاي واتمنى أسمع ردودكم وتعليقاتكم

هل حقا أحبك ؟ لطالما طرحت هذا السؤال على نفسي وأنا أنظر إلى ملامحك الآسرة المحفورة في خيالي فكأنما أراك ماثلة أمامي بدمك ولحمك وأسألك هل تجدين في نفسك تجاهي ما أجد في نفسي تجاهك ؟ فتطالعينني بابتسامتك الساخرة وتكتفين بالصمت جوابا على أسئلتي الكثيرة وهل لي أن أتمنى إجابة أوفى من هذه وأنت لست سوى صورة في خيالي فأنا لم أتجرأ في الواقع على أكثر من النظر إليك من بعيد كأنني خلف أسوار عالية لسجن ناءٍ أرقب طيور السماء الحرة الطليقة فأكتفي بالنظر إليها مرغماً.

وتطالعينني أحيانا بعينيك الحالمتين فأحس كما لو أن العالم اختفى من حولي وحل مكانه فراغ سرمدي حجب عني مشاغل الحياة التافهة فأشيد في هذا الفراغ قصورا سحرية من الخيال كما يبني الطفل قصوره الرملية على شاطئ البحر ولا يلبث الموج أن يأتي بقوته وجبروته ليحطم هذه القصور الواهية لكأنه ينتقيها انتقاءً دون غيرها من الرمال وكذلك الحال معي تلسعني الحقيقة فأستيقظ على صوت العقل لأكتشف أن نظرتك ليست سوى نظرة عابرة تمرين بها على الآلاف غيري ممن يحيطون بك فأعود للتساؤل أن كيف يمكن لإنسان السير بيننا بعيني ملاك يسحر بها من يراه فيقودني العقل لاستنتاج حتمي هو أنك قطعا لست كسائر البشر فأنت ولا ريب كائن من عالم علوي ينظر سكانه إلينا كما ينظر الملائكة إلى البشر فلا يعقل أن تكون هاتان العينان المليئتان بالأسرار والتي يحار الناظر في معرفة مواطن الجمال فيهما لكثرتها عينان كسائر الأعين ولا يعقل أن تكون هاتان الوجنتان المتفتحتان كأزهار النرجس موسم الربيع لبشر مثلنا كما ولا يصح بأي حال من الأحوال أن يكون صف اللؤلؤ المنتظم خلف ثغرك أسنانا وحسب فهذا اللؤلؤ إنما خلق ليعكس أضواءً سماوية تبهر عين الناظر كلما جاد الثغر بابتسامة وضاء أم كيف تراني أقنع نفسي أن هذه الحروف المتسللة من فمك كلام ككلامنا بل هي ترنيمة سماوية راحت ترددها كواكب السماء بانتظام أو لعلها ضرب من الشعر نظم على بحر الجمال ورتب على قافية الفتنة فأضحى سحرا خالصا يجذب السامع إلى حلو الحديث .

يسائلني صاحبي أن لماذا أكتفي بالنظر إليك مادمت أراك هكذا ملاكا بكل المقاييس فتطلق نفسي زفرة قوية تحملها همومي أأجيبه أأخبره أن هذا الملاك الفاتن هو كائن "متردد" لا لن أستخدم هذه الكلمة مطلقا فلربما لديكم أسماء أخرى أنتم أهل السماء لهذه الصفات الأرضية فأنت يا ملاكي تنظرين إلي يوما كما ينظر العاشق المتيم إلى صورة معشوقه بعد أن أضحى بعيد الدار فأسر بذلك أيما سرور وأظن بها إشراقة الأمل المقبل فأتأهب لاتخاذ خطوة ما تلغي بعض المسافات بيننا لكنك لا تلبثين أن تغيري رأيك أو هكذا أظن فتعودين لسابق عهدك بنظرات السخط البغيضة فأقسم يومها ألا أعود إليك أبدا ولكنك تعودين سيرتك الأولى بنظراتك المتيمة فأحنث بقسمي وأعود لانتظارك مرة أخرى دون أن أجرؤ على التقدم خطوة واحدة.

وأعود فأسائل نفسي هل حقا أحبك ؟ ثم أطالع صورتك المرسومة في خيالي وأسأل أتجدين في نفسك تجاهي ما أجد في نفسي تجاهك فتطالعينني بابتسامتك الساخرة وتكتفين بالصمت جوابا.