قصيده عتاب من القبر ...لفاروق جويده

عتاب من القبر

ياأيها الطيف البعيد
في القلب شئ... من عتاب
ودعت أيامي وودعني الشباب
لم يبقي شئ من وجوده غير ذرات التراب
وغدوت يادنياي وحدي لاأنام
الصمت ألحان أرددها هنا وسط الظلام
لا شي عندي لارفيق... ولا كتاب
لم يبقي شئ في الحنايا غير حزن ...واكتئاب
فلقد غدوت اليوم جزءا من تراب
الرغم من هذا أحن الا العتاب
......
أعطيتك الحب الذي يرويك من ظمأ الحياه
أعطيتك الاشواق من عمر تداعي في صباة
قد قلت لي يوما:
سأظل رمزا لوفاء
فاذا تلاشي العمر ياعمري
ستجمعنا السماء
......
ورحلت يوم للسماء
وبنيت قصرا في ظلال الحب
في قلب العراء
وأخذت أنسج من حديث الصمت
ألحانا جميله...
وأخذت أكتب من سطور العشق
أزجالا طويله
ودعوت للقصر الطيور
وجمعت من جفن الازاهر
كل أنواع العطور
وفرشت أرض القصر
أثواب الامل
وبنيت أسوار من الاشواق
تهفو للقبل
وزرعت حول القصر زهر الياسمين
قد كنت دوما تعشقين الياسمين
وجمعت كل العاشقين
فتعلموا مني الوفاء
وأخذت انتظر اللقاء
......
ورأيت طيفك من بعيد
يهفو الي حب جديد
وسمعت همسات الهوي
تنساب في صوت الطبول
لم خنتي يادنياي
أعطيتك الحب الذي يكفيك عشرات السنين
وقضيت أيامي يداعبني الحنين
ماذا أقول؟
ماذا أقول وحبي العملاق في قلبي يثور
قد صار لحنا ينشد الاشواق في دنيا القبور
قد عشت يادنياي أحلم باللقاء
وبنيت قصرا في السماء
الصر ياعمري هنا أبقي القصور
فهواك في الدنيا غرور في غرور
......
ماأحقر ادنيا وماأغبي الحياة
فالحب في الدنيا كأثواب عراة
فاذا صعدتم للسماء...
سترون أن العمروقت ضائع وسط الضباب
سترون أن الناس صارت كالذئاب
سترون أن الناس ضاعت في متاهات الخداع
سترون أن الارض تمشي للضياع
سترون أشباح الضمائر
في الفضاء...تمزقت
سترون ألام الضحايا
في السكون ...تراكمت
واذا صعدتم للسماء
سترون كل الكون في مرأتنا
سترون وجه الارض في أحزاننا
.......
أما انا
فأعيش وحدي في السماء
فيها الوفاء
والارض تفتقد الوفاء
ماأجمل الايام في دنيا السحاب
لا غدر فيها,لا خداع,ولا ذئاب

فاروق جويده